ثم قالوا{[44167]} لها : { يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء } . أي يا أخت هارون في الصلاح والعبادة .
قال قتادة : كان رجلا صالحا في بني إسرائيل ، يسمى هارون ، فشبهوها به . قال : وذكر لنا أنه شيع جنازته يوم مات أربعون ألفا كلهم يسمى هارون من بني إسرائيل سوى من ليس اسمه هارون{[44168]} .
وكانت عائشة{[44169]} رضي الله عنها تقول : هو هارون أخو موسى . فقال لها كعب{[44170]} : يا ام المؤمنين ، إن كان النبي صلى الله عليه وسلم قاله فهو أعلم ، وإلا فإني{[44171]} أجد بينهما ست مائة سنة ، فسكتت{[44172]} .
وقيل{[44173]} : أريد بهارون هنا أخو موسى نسبت مريم إليه لأنها من ولده كما يقال للتميمي يا أخا تميم .
قال ابن جبير : كان هارون منهم رجلا فاسقا ، فنسبوها إليه ، وقد علط بعض المؤلفين{[44174]} في هذا فقال : كان{[44175]} لها أخ صالح يسمى بهارون{[44176]} .
وما علمت أحدا من المفسرين وأهل التاريخ قال هذا .
وقال المغيرة بن شعبة{[44177]} : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران فقالوا{[44178]} : ألستم تقرأون يا أخت هارون ؟ قلت : بلى . قالوا : وقد علمتم ما كان بين موسى وعيسى ؟ قال{[44179]} : فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون{[44180]} بأنبيائهم والصالحين قبلهم{[44181]} .
فهذا يدل على أن هارون المذكور في الآية كان رجلا صالحا وكانوا يسمون أولادهم بهارون لمحبتهم في ذلك الصالح الذي كان اسمه هارون .
وقوله : { ما كان أبوك امرأ سوء }[ 27 ] .
أي : ما كان أبوك رجل سوء فيأتي الفواحش{[44182]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.