جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ} (4)

{ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ } أي : زكاة{[3409]} الأموال ، فإن قيل السورة مكية ، والزكاة قد فرضت بالمدينة قلت : قال بعض{[3410]} المحققين فرضت بالمدينة نصابها وقدرها ، وأما أصلها{[3411]}* فقد كان واجبا{[3412]} بمكة ، أو المراد زكاة النفس وتطهيرها{[3413]} من الرذائل ، والزكاة اسم مشترك بين المعني والعين فإن أريد الثاني فهو على حذف مضاف ، أي : لأداء الزكاة فاعلون ،


[3409]:قيل: العين المخرج لا يسمى زكاة، فالتعبير بالفعل عن إخراجه أولى منه بالأداء فلا يراد ما أورده من لا ذوق عنده من العربية أن مؤدون هو الفصاحة لا فاعلون، وفي إشعار الفصحاء الفاعلون للزكاة ولا يبعد أن (فاعلون) مؤذن بأن هذا شغلهم ليسوا بتاركين كما قالوا في {اعملوا آل داود شكرا} [سبأ: 13] /12 وجيز.
[3410]:لعله أراد صاحب الوجيز /12.
[3411]:في الأصل (صلها).
[3412]:قال تعالى في سورة الأنعام وهي مكية {وآتوا حقه يوم حصاده} [الأنعام: 141]/12 منه.
[3413]:نحو: {قد أفلح من زكاها} [الشمس: 9] ونحو: {ويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة} [فصلت: 6، 7] على القولين في تفسيره /12 منه.