جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٞ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيۡـٔٗا لَّا يَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُۚ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلۡمَطۡلُوبُ} (73)

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ } بين قصة مستغربة كالمثل السائر ، { فَاسْتَمِعُوا لَهُ } : للمثل ، { إِنَّ{[3399]} الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ } : تدعونهم أي : الأصنام ، { لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا } : لن يقدروا على خلقه مع صغره ، { وَلَوِ اجْتَمَعُوا } : الأصنام ، { لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لّا يَسْتَنقِذُوهُ{[3400]} مِنْهُ } ، أي بل هم أعجز من أن يخلقوا ، فإنهم لا يقدرون على استنفاذ ما اختطف هذا المخلوق الضعيف عنهم ، { ضَعُفَ الطَّالِبُ{[3401]} } : الصنم أو الذباب أو العابد ، { وَالْمَطْلُوبُ } : الذباب أو الصنم أو المعبود ووجه الإطلاق الطالب والمطلوب على كل ظاهر ،


[3399]:هذا دليل آخر على كفرانهم /12 وجيز.
[3400]:أي: الأصنام وهذا مثل لأي شيء يعبد غير الله من ذوي العقول أيضا /12 وجيز.
[3401]:عن ابن عباس.الصنم والذباب ونقل الزمخشري عنه إنهم كانوا يطلون أصنامهم بالزعفران ورءوسها بالعسل ويغلقون عليها الأبواب فيدخل الذباب من الكوى فيأكله /12 وجيز.