جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ} (174)

{ فانقلبوا بنعمة من الله } ، سلامة بدن ، { وفضل } : ربح مال ، { لم يمسسهم سوء } : قتل وجرح ، { واتّبعوا رضوان الله } : في طاعة رسوله ، { والله ذو فضل عظيم } ، أنعم عليهم بإنعامات جمة دينية ودنيوية نزلت آية ( الذين استجابوا ) إلخ فيمن بقي من غزوة أحد فإنهم أطاعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جراحاتهم في الخروج عقب المشركين فإنهم إذا رجعوا من أحد ندموا في أثناء الطريق ، وقالوا : نرجع ونستأصلهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع{[882]} من كان معه في أحد فلما سمع المشركون بخروجهم ألقى الرعب فيهم فأرسلوا أحدا يخوف المسلمين منهم ، والمسلمون يقولون : حسبنا الله ونعم الوكيل ، ورجعوا فرجع المسلمون بعافية وربح وهو أن{[883]} عيرا مرّت فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم وربح فيها مالا وقسم بين أصحابه{[884]} أو نزلت فيمن خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام القابل من غزوة أحد حين خرج المشركون من مكة وألقى الله الرعب فيهم في أثناء الطريق ، وندموا من الخروج وأرسلوا أحدا يخوف المسلمين في المدينة ، وهم متأهبون للقتال قائلون حسبنا الله ونعم الوكيل ، ورجعوا من الطريق فرجع المسلمون بسلامة وربح في تجارة من سوق{[885]} بدر ورضا من الله .


[882]:ولم يأذن في الخروج معه أحدا غيرهم حتى بلغ حمراء الأسد أو بني أبي عتبة، شك سفيان/12.
[883]:بمر الظهران/12.
[884]:رضي الله عنهم هذا هو المنقول الثابت الذي صححه ابن كثير في تفسيره والبغوي أيضا، وهو قول جميع قدماء المفسرين والمؤرخين فالآية جميعها في غزوة حمراء الأسد المتصلة بغزوة أحد، لا أن بعض الآية، وهو {الذين استجابوا} إلى قوله {أجر عظيم} في تلك الغزوة وباقيتها وهو الذين (قال لهم الناس) إلى آخر الآية في غزوة بدر الصغرى التي نذكرها كما قال الرازي وغيره من المتأخرين، فلا تعتمد على الرازي والزمخشري وغيرهما/12 منه وجيز.
[885]:وهو المسمى بغزوة بدر الصغرى، فإن المسلمين انتظروا المشركين في البدر فلم يأتوا فرجع المسلمون من بدر بتجارة وربح ورضا من الله قال الشيخ المحدث الناقد أبو الفداء عماد الدين بن كثير: الصحيح أن الآية في غزوة حمراء الأسد لا في بدر الصغرى/12 منه.