جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞لَتُبۡلَوُنَّ فِيٓ أَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَذٗى كَثِيرٗاۚ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ} (186)

{ لتُبلونّ } أي : والله لتختبرن ، { في أموالكم } : بإهلاكه ، والأمر بالإنفاق ، { وأنفسكم } : بالجهاد والقتل ، والأمراض ، والحقوق كالصلاة ، والحج ، { وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى{[897]} كَثِيرًا } ، من هجاء الرسول ، والطعن ، وتشبيب النساء أمرهم بالصبر قبل الوقوع ليوطنوا أنفسهم عليه ، { وإن تصبروا } على الأذى ، { وتتّقوا } : الله ، { فإن ذلك } : أي الصبر ، والتقوى ، { من عزم الأمور } : معزوماتها{[898]} أي : التي يجب العزم عليها أو مما عزم الله وأمر وبالغ فيه قال عطاء : من حقيقة الإيمان .


[897]:من الطعن وتشبيب النساء، والتشبيب هو ذكر أوصاف الجمال، وكان يفعل ذلك كعب بن الأشرف بنساء المؤمنين/12 فتح.
[898]:يعني أن العزم مصدر بمعنى المفعول أي المعزوم عليه، والفاعل هو العبد أي: يجب عليه أن يعزم على ذلك، والله تعالى أراد وقطع وفرض أن يكون ذلك ويحصل قال الإمام المرزوقي: حقيقة العزم توطين النفس، وعقد التغلب ولذلك لم يجز على الله/12.