جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُلِ ٱللَّهُۖ وَإِنَّآ أَوۡ إِيَّاكُمۡ لَعَلَىٰ هُدًى أَوۡ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (24)

{ قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله } : إذ لا يجحد ذلك إلا معاند ، { وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين{[4155]} } : أي أحد الفريقين ممن يتوحد الرازق بالعبادة ، وممن يشرك به الجماد لعلى أحد الأمرين إما مستعل على ذروة{[4156]} الهدى أو منغمس في حضيض الضلال ، وليس هذا على سبيل الشك ، بل على الإنصاف في الحجاج ، وهو أبلغ من التصريح في هذا المقام ،


[4155]:ولما كانوا في جواب السؤال بين أمرين إما بالسكوت فيعلم كل سامع أن الحجة لزمتهم وإما الجواب بوقاحة: نحن على الهدى، وأنتم على الضلال، أمره أن يجيبهم على هذا بما هو أبلغ في الإنصاف من الأول، فقال: قل لا تسألون عما أجرمنا من الذنوب إن كنا على الضلال، ولا نسأل عما تعلمون / 12 وجيز.
[4156]:هذا المعنى مستفاد من على وفي / 12 منه.