جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَقَدۡ كَانَ لِسَبَإٖ فِي مَسۡكَنِهِمۡ ءَايَةٞۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٖ وَشِمَالٖۖ كُلُواْ مِن رِّزۡقِ رَبِّكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥۚ بَلۡدَةٞ طَيِّبَةٞ وَرَبٌّ غَفُورٞ} (15)

{ لقد{[4143]} كان لسبأ } : اسم قبيلة ، { في مسكنهم } : موضع سكناهم ، وهو باليمن أو مسكن كل واحد منهم ، { آية{[4144]} } : دالة على وجود قادر مختار على ما يشاء ، { جنتان } بدل من آية أو خبر محذوف هو هي ، { عن يمين وشمال } أي : جماعتان من البساتين جماعة عن يمين بلدهم وأخرى عن شمالها ، وكل واحدة منهما في تقاربها وتضامها كأنها جنة واحدة والآية قصتهما ، { كلوا من رزق ربكم واشكروا له } ، حكاية ما قال لهم الأنبياء أو لسان الحال ، { بلدة طيبة } ، كانت أرخص البلدان أو أطيبها في الهواء ، ولم يكن فيها ذباب ولا شيء من الهوام ، { ورب غفور } : لمن شكره استئناف لبيان موجب الشكر أي : هذه بلدة طيبة ، وربكم الذي رزقكم وطلب شكركم رب غفور ،


[4143]:ولما ذكر سبحانه حال بعض الشاكرين لنعمه عقبه بحال بعض الجاحدين الكافرين لها تذكرة لقريش وعبرة وموعظة لكل من سمعه فقال: {لقد كان لسبأ} الآية / كذا في الوجيز والفتح / 12.
[4144]:وأما الآية فما هي إلا قصتهم من إعراضهم عن الشكر وخراب ديارهم/ 12 وجيز.