{ ولا تنفع{[4151]} الشفاعة عنده } أي : شفاعة شافع لمشفوع ، { إلا لمن أذن{[4152]} له } : أن يشفع ، أو أن يشفع له ، { حتى إذا فزع عن قلوبهم } : أزيل الفزع وكشف عنها ، { قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق } ، توجيهه على رأي المتأخرين أن حتى غاية لما فهم من السابق من أن ثمة انتظارا وتربصا للإذن ، كأنه قيل : يتربصون فزعين حتى إذا كشف الفزع عن قلوبهم بكلمة تكلم بها رب المغفرة والعزة قال بعضهم لبعض- على وجه السؤال : ماذا قال ربكم ؟ قالوا : قال القول الحق وهو الإذن بالشفاعة لمن ارتضى ، وأما كلام السلف هو أنه تعالى إذا تكلم بالوحي أرعد أهل السماوات من الهيبة ، فيلحقهم كالغشي فإذا جلى عن قلوبهم سأل بعضهم بعضا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا : القول الحق ، أي المطابق للواقع يعني : أخبر بعضهم بعضا بما قال الله من غير زيادة ونقصان ، وفي البخاري والترمذي وابن ماجة أحاديث صريحة في هذا المعنى ، وعلى هذا طباق الآية مشكل ويمكن أن يقال : إن المشركين يعبدون الملائكة زاعمين أنهم شفعاء{[4153]} لهم فبين سبحانه مقام عظمته وجبروته أن لا يجترئ أحد منهم أن يشفع لأحد إلا بإذنه فهم خلف سرادق الهيبة متحيرون متربصون حتى إذا أزيل عنهم الفزع قالوا : { ماذا قال ربكم } الآية ، كأنه قال : لا تنفع الشفاعة إلا لمن لا يثبت عند سماع كلام الحق ولا يقدر التكلم حتى إذا أزيل الفزع وعن بعض السلف{[4154]} معناه : حتى إذا نزع الغفلة عن قلوب المشركين عند الاحتضار ويوم القيامة قالت الملائكة لهم : ماذا قال ربكم في الدنيا بالوحي ؟ قالوا ''الحق'' فأقروا حين لا ينفعهم الإقرار ، وعلى هذا أيضا توجيهها مشكل اللهم إلا أن يقال معناها : قل يا محمد للمشركين ادعوا آلهتكم أي : اعبدوهم ، فيكون الأمر للتهديد ، حتى إذا نزع الغفلة عن قلوبهم ، ويكون حتى غاية لعبادتهم ، ويكون قوله عن قلوبهم التفات من الخطاب ، والله أعلم ، { وهو العلي الكبير } : له العلو والكبرياء ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.