جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَتَرَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ حَآفِّينَ مِنۡ حَوۡلِ ٱلۡعَرۡشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡۚ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّۚ وَقِيلَ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (75)

{ وترى الملائكة حافّين } : محيطين ، وهو حال ؛ لأن ترى من رؤية البصر ، { من حول العرش } ، قيل : مزيدة ، وقيل متعلق بترى ، وقيل لابتداء الغاية ، { يسبحون بحمد ربهم } ، أي : متلبسين بحمده تسبيح تلذذ لا تعبد ، { وقضي بينهم } : بين الخلائق ، { بالحق } : بالعدل ، { وقيل الحمد لله رب{[4340]} العالمين } : على عدله ، القائل الملائكة ، أو المؤمنون وأما إذا كان القائل بالحمد حينئذ المؤمنين ، والكافرين ، ولهذا لم يسند إلى قائل ، فحمد الكافر لمعاينة عدله ، كما ترى ظالما استوفى عادل منه حق جنايته ، يأخذ في مدح العادل التكرار من المؤمنين ، فالحمد الأول : على صدق الوعد ، وإيراث الجنة ، والثاني : على القضاء بالحق .

والحمد لله رب العالمين .


[4340]:ومن هذه الآية جعلت الحمد لله رب العالمين، خاتمة المجالس في العالم، والحمد لله رب العالمين / 12 وجيز.