جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوۡنَ لَمَقۡتُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُ مِن مَّقۡتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡ إِذۡ تُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلۡإِيمَٰنِ فَتَكۡفُرُونَ} (10)

{ إن الذين{[4349]} كفروا ينادون } : في القيامة ويقال لهم { لمقت الله } : إياكم ، { أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون } أي : لمقت الله تعالى أهل الضلالة حين عرض عليهم الإيمان في الدنيا فأعرضوا أكبر مما مقتوا أنفسهم حين عاينوا العذاب في القيامة ، فإنهم أبغضوا أنفسهم ومقتوها غاية المقت عند غمرات النيران لسبب ما اكتسبوا من الآثام ، الموجبة للعذاب المخلد ، ثم من يجوز الفصل في الظرف لسعته بأجنبي وهو الخبر بين المصدر ومعموله يجوز أن يكون إذ تدعون ظرفا للمقت الأول ، ومن لم يجوز فعنده أنه منصوب بمقدر ، هو اذكروا ، أو مصدر آخر أي : مقته إياكم إذ تدعون ، وقيل متعلق بمقتكم ، أو أكبر على سبيل العلية والسببية ، ومعناه بغض الله تعالى إياكم أكبر من بغض بعضكم بعضا ؛ لأنكم كنتم تدعون إلى الإيمان في الدنيا فكنتم تكفرون


[4349]:لما ذكر في أول السورة أحوال الكافرين المجادلين في آيات الله عاد إلى شرح أحوالهم وبين أنهم في القيامة يعترفون بذنوبهم، واستحقاقهم العذاب يسألون الرجوع إلى الدنيا ليتلافوا ما فرط منهم، فقال:"إن الذين كفروا ينادون " الآية/12 كبير.