جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{عَلَىٰٓ أَن نُّبَدِّلَ أَمۡثَٰلَكُمۡ وَنُنشِئَكُمۡ فِي مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (61)

{ على أن نبدل أمثالكم } : نغير صفاتكم جمع مثل ، { وننشئكم فيما لا تعلمون } : في صفات لا تعلمونها أي : فما نحن بعاجزين عن الإعادة ، وهي تبديل الصفات إلى صفات أخرى ، أو ما نحن لعاجزين على أن نأتي بخلق مثلكم بدلا عنكم ، وعلى أن نخلقكم فيما لا تعلمونه من الصور كالقردة ، والخنازير ، فعلى هذا الأمثال جمع مثل بسكون الثاء ، وفي الآية الثانية والثالثة ما يشعر ، ويلائم هذا المعنى ، وهو قوله :{ لو نشاء لجعلناه حطاما } ، { ولو نشاء جعلناه أجاجا } ، أو يكون معنى الآية ، نحن خلقناكم ابتداء ، فهلا تصدقون بالبعث ، ثم استدل ، وقال أما ترون المني فكيف تجمع أولا في الرجل ، وهو منبث في أطراف العالم ، ثم نجمع في الرحم بعدما كان منبثا في أعضاء الرجل ، ثم نكون الحيوان منه ، فإذا افترق بالموت مرة أخرى ألم نقدر على جمعه وتكوينه مرة أخرى ؟ !