نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{عَلَىٰٓ أَن نُّبَدِّلَ أَمۡثَٰلَكُمۡ وَنُنشِئَكُمۡ فِي مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (61)

{ على أن نبدل } تبديلاً عظيماً { أمثالكم } أي صوركم وأشخاصكم لما تقدم في الشورى من أن المثل في الأصل هو الشيء نفسه { وننشئكم } أي إنشاء جديداً بعد تبديل ذواتكم { في ما لا تعلمون * } فإن بعضهم تأكله السباع أو الحيتان أو الطيور فتنشأ أبدانُها منه{[62174]} ، بعضهم يصير تراباً فربما نشأ منه نبات فأكلته الدواب ، فنشأ منه{[62175]} أبدانها ، وربما صار ترابه من معادن الأرض كالذهب والفضة والحديد والحجر ونحو ذلك ، وقد لمح إلى ذلك قوله تعالى : { قل كونوا حجارة أو حديداً {[62176]}أو خلقاً{[62177]} } إلى آخرها{[62178]} ، أو يكون المعنى كما قال البغوي{[62179]} : نأتي بخلق مثلكم بدلاً منكم ونخلقكم فيما لا تعلمون من الصور . أي بتغيير{[62180]} أوصافكم وصوركم في{[62181]} صور أخرى بالمسخ ، ومن قدر على ذلك قدر على الإعادة .


[62174]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[62175]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[62176]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[62177]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[62178]:- من ظ، وفي الأصل: آخره.
[62179]:- راجع المعالم بهامش اللباب 7/ 19.
[62180]:- من ظ، وفي الأصل: بتغير.
[62181]:- في ظ: إلى.