فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{عَلَىٰٓ أَن نُّبَدِّلَ أَمۡثَٰلَكُمۡ وَنُنشِئَكُمۡ فِي مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (61)

{ على أن نبدل أمثالكم } أي نأتي بخلق مثلكم ، قال الزجاج : إن أردنا أن نخلق خلقا غيركم لم يسبقنا سابق ولا يفوتنا وقال السمين : الأمثال جمع مثل بكسر الميم وسكون الثاء ، أي نحن قادرون على أن نعدمكم ونخلق قوما آخرين أمثالكم ، ويؤيده { إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين } ، أو جمع مثل بفتحتين وهو الصفة ، أي نغير صفاتكم التي أنتم عليها خلقا وخلقا ، قلت : والأول أولى ، وقال ابن جرير : المعنى نحن قدرنا بينكم الموت على أن نبدل أمثالكم بعد موتكم ، بآخرين من جنسكم ، وما نحن بمسبوقين في آجالكم ، أي لا يتقدم متأخر ، ولا يتأخر متقدم .

{ وننشأكم فيما لا تعلمون } من الصور والهيئات ، قال الحسن أي نجعلكم قردة وخنازير ، كما فعلنا بأقوام قبلكم ، وقيل : المعنى ننشئكم في البعث على غير صوركم في الدنيا ، وقال سعيد بن المسيب : يعني في حواصل طيور سود تكون ببرهوت كأنها الخطاطيف وبرهوت واد اليمن ، وقال مجاهد : يعني في أي خلق شئنا ، ومن كان قادرا على هذا فهو قادر على البعث .