جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{تَعۡرُجُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيۡهِ فِي يَوۡمٖ كَانَ مِقۡدَارُهُۥ خَمۡسِينَ أَلۡفَ سَنَةٖ} (4)

{ تعرج الملائكة والروح } : جبريل ، أو خلق أعظم من الملك يشبهون الناس ، وليسوا ناسا ، وعن بعض المفسرين : المراد أرواح المؤمنين ، فقد ورد أنها يصعد من سماء إلى سماء حتى ينتهي إلى السابعة ، { إليه{[5130]} } : إلى محل قربته ، { في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } : من سني الدنيا لو صعد غير الملك ، وذلك لأن غلظ كل أرض خمسمائة ، وبين كل أرض إلى أرض كذلك ، وكذا السماء ، فيكون إلى محدب سماء السابعة أربعة عشر ألفا عام ، وبينها إلى العرش ستة وثلاثون ، فيكون خمسين ألف سنة ، هكذا نقل عن ابن عباس- رضي الله عنهما ، أو المراد{[5131]} يوم القيامة أي : تعرج الملك والروح للعرض والحساب في يوم كذا جعله الله على الكافرين خمسين ألف سنة ، ويخفف على المؤمن حتى يكون عليه أخف من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا ، وفي الأحاديث الصحاح " إن طول يوم القيامة خمسون ألف سنة " {[5132]} وقيل في يوم متعلق بواقع ، وعن{[5133]} بعض المراد مدة الدنيا من أولها إلى آخرها خمسون ألف سنة ، وعن بعض{[5134]} اليوم الفاصل بين الدنيا والآخرة خمسون ألف سنة


[5130]:أي: إلى الله عز وجل هذا ما في اللباب وفي الوجيز أي: إلى العرش، وهو الذي استوى عليه/12.
[5131]:وقد صح ذلك عن ابن عباس أيضا، وعكرمة، والضحاك، وابن زيد وغيرهم/12 منه.
[5132]:انظر"تفسير ابن كثير" (4/419- 320) والدر المنثور (6/416-417)
[5133]:قول عكرمة، مجاهد/12.
[5134]:قول محمد بن كعب/12منه.