المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗ وَأَثَارُواْ ٱلۡأَرۡضَ وَعَمَرُوهَآ أَكۡثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (9)

تفسير الألفاظ

{ وأثاروا الأرض } أي وقلبوا وجهها لاستنباط المياه واستخراج المعادن وزرع البذور . { وعمروها } أي وعمّروها ، أي أوجدوا فيها العمران . { السوءى } أي العاقبة السوءى ، والسوءى مؤنث الأسوأ .

تفسير المعاني :

أولم يسيحوا في الأرض فيتحققوا بأنفسهم كيف كانت عاقبة الذين كانوا من قبلهم . فلقد كانوا أشد منهم قوة ، وقلبوا وجه الأرض لاستنباط المياه واستخراج المعادن وزرع الحبوب والفواكه ، وأوجدوا لها عمرانا أكثر مما أوجدوا ، وجاءتهم رسلهم بالبينات ، فما كان الله ليظلمهم فيدمرهم بغير جريمة ، ولكنهم كانوا يظلمون أنفسهم .