الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗ وَأَثَارُواْ ٱلۡأَرۡضَ وَعَمَرُوهَآ أَكۡثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (9)

قوله تعالى ذكره : { أو لم يسيروا في الأرض فينظروا } 8 إلى قوله : { وكذلك تخرجون } 18 .

أي : أو لم يسير هؤلاء المكذبون بالبعث في الأرض / فينظروا إلى آثار الله فيمن كان قبلهم من الأمم المكذبة رسلها ، كيف كان عاقبة أمرها ، فقد كانوا أشد من هؤلاء قوة ، { وأثاروا الأرض } أي : استخرجوها وحدثوها وعمروها أكثر مدة مما عمر هؤلاء الأرض ، { وجاءتهم رسلهم بالبينات } فكذبوهم فأهلكهم الله وما كان الله ليظلمهم بعقابه إياهم على تكذيبهم رسله ، { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } بمعصيتهم ربهم .