تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗ وَأَثَارُواْ ٱلۡأَرۡضَ وَعَمَرُوهَآ أَكۡثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (9)

الآية 9 وقوله تعالى : { أولم يسيرا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } وهو يخرج على الوجوه التي ذكرنا في قوله : { أولم يتفكروا في أنفسهم } [ الروم : 8 ] .

وقوله تعالى : { كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها } يذكر أهل مكة ، ويوبخهم في تكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوء معاملتهم إياه بما ذكر من القرون الماضية أنهم مع شدتهم وقوتهم وبطشهم وكثرة أتباعهم وحواشيهم وأموالهم وطول أعمارهم وبنيانهم لم( {[15910]} ) يتهيأ لهم الانتصار( {[15911]} ) والامتناع عن عذاب الله إذا حل بهم بتكذيبهم الرسل . فأنتم( {[15912]} ) يا أهل مكة دونهم في القوة والبطش والحواشي والأتباع ، فكيف يتهيأ لكم الانتصار والامتناع عن عذاب الله إذا كذبتم الرسول ؟ والله أعلم .


[15910]:في الأصل وم: ولم.
[15911]:من م، في الأصل: الانتصاب.
[15912]:من م، في الأصل: كأنهم.