{ أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } أقعدوا ولم يسيروا ويرتحلوا وينتقلوا في أقطار الأرض فينظروا آثار المهلكين من الأمم من قبلهم ، كانت الأمم السابقة أشد بأسا من التي أنزل عليها القرآن )فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة . . ( {[3278]} ، وكانوا أكثر أموالا وأولادا ، وقلبوا الأرض وحرثوها للزراعة ، وكان نبيهم يذكرهم منة الله تعالى عليهم بتلك النعمة ، ويقول ما حكاه القرآن المجيد : )واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون . أمدكم بأنعام وبنين . وجنات وعيون( {[3279]} ، وشادوا فيها البنيان : )إرم ذات العماد . التي لم يخلق مثلها في البلاد( {[3280]} )وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين( {[3281]} . وكان الرسول إلى الأمة ممن قبلكم يحذرها أن تبطر معيشتها فيقول ما بينته الآية الكريمة : )واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا . . ( {[3282]} ، )أتبنون بكل ريع آية تعبثون . وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون( {[3283]}ومع ما ذكروا به من بديع الآيات وقدسي العظات ، كانوا يكذبون رسل الله إليهم ، ويكفرون بما أنزل عليهم : )قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين . إن هذا إلا خلق الأولين . وما نحن بمعذبين( {[3284]} فأهلكهم الله ببغيهم أجمعين ، ونجى رسله والمؤمنين ، )إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون ){[3285]} ، جازاهم بتكذيبهم وعتوهم ، وجحودهم لقاء ربهم ، جازاهم بالبطشة الكبرى في العاجل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.