الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٗاۚ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلٗا} (122)

وقوله تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُواْ } : يجوزُ فيه وجهان : الرفع على الابتداءِ ، و الخبر " سَنُدْخِلُهم " والنصبُ على الاشتغال أي : سَنُدْخِل الذين آمنوا سندخلهم ، وقرئ : " سيُدْخِلُهم " بياء الغيْبة . وانتصب " وعد الله " على المصدرِ المؤكِّد لنفسِه " وحقاً " على المصدرِ المؤكِّد لغيرِه ، ف " وعدَ " مؤكدٌ لقولِه " سندخلهم " ، وهو مفهومٌ مما قبله ، و " حقاً " مؤكِّدٌ لقوله : { وَعْدَ اللَّهِ } و " قيلا " نصبٌ على التمييز . والقيل والقول والقال مصادرُ بمعنى واحدٍ ، ومنه قوله تعالى : { وَقِيلِهِ يرَبِّ } [ الزخرف : 88 ] .