الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا} (115)

{ وَمَن يُشَاقِقِ } تقدَّم أنّ المضارعَ المجزوم والأمرَ من نحو " لم يَرْدُدْ " و " رَدَّ " يجوزُ في الإِدغامُ وتركُه على تفصيلٍ في ذلك وما فيه من اللغات في آل عمران ، وكذلك حكُم الهاء في قوله : " نُؤْته " و " نُصْلِه " وتقدَّم قوله : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ } [ النساء : 48 ] . وخُتمت تيك بقوله " فقد افترى " وهذه بقوله : " فقد ضَلَّ " لأنَّ ذلك في غاية المناسبة ، فإن الأولى في شأن أهل الكتاب من أنهم عندهم علمٌ بصحة ثبوته ، وأن شريعتَه ناسخةٌ لجميع الشرائعِ ، ومع ذلك فقد كابروا في ذلك فافتروا على الله تعالى ، وهذه في شأنِ قومٍ مشركين غير أهلِ كتابٍ ولا علمٍ فناسَب وصفُهم بالضلال ، وأيضاً فقد تقدَّم ذكر الهدى وهو ضدُّ الضلال .