الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمۡ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيۡطَٰنَ وَلِيّٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانٗا مُّبِينٗا} (119)

ومفعولاتُ الأفعال الثلاثة محذوفةٌ للدلالةِ عليها أي : وَلأُضِلَّنَّهم عن الهدى ولأُمَنِّيَنَّهم بالباطل ولآمُرَنَّهم بالضلال ، كذا قدَّره أبو البقاء والأحسنُ أن يُقَدَّر المحذوفُ من جنس الملفوظِ به أي : ولآمُرَنَّهم بالبَتك ، ولآمُرَنّهم بالتغيير . وقرأ أبو عمرو فيما نَقَل عنه ابن عطية : " ولامُرَنَّهم " بغيرِ ألفٍ وهو قصرٌ شاذٌّ لا يُقاسُ عليه ، ويجوز ألاَّ يُقَدَّر شيءٌ من ذلك ؛ لأنَّ القصدَ الإِخبارُ بوقوعِ هذه الأفعال من غيرِ نظرٍ إلى متعلِّقاتها نحو : { كُلُواْ وَاشْرَبُواْ } [ الطور : 19 ] . والبتَكُ : القَطْعُ والشقُّ ، والبِتْكَةُ : القطعة من الشيء جَمْعُها بِتَك :

حتى إذا ما هَوَتْ كَفُّ الغلام لها *** طارَتْ وفي كفِّه مِنْ ريشها بِتَكُ

ومعنى ذلك : أنَّ الجاهلية كانوا يَشُقُّون أذن الناقة إذا ولدت خمسة أبطن آخرُها ذَكَر .