الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ذَوَاتَآ أَفۡنَانٖ} (48)

قوله : { ذَوَاتَآ } : صفةٌ ل جَنَّتان ، أو خبرُ مبتدأ محذوفٍ ، أي : هما ذواتا . وفي تثنية " ذات " لغتان : الردُّ إلى الأصلِ ، فإنَّ أصلَها " ذَوْيَة " فالعينُ واوٌ ، واللامُ ياءٌ ، لأنَّها مؤنثةُ ذو . والثانية : التثنيةُ على اللفظِ فيُقال : ذاتا .

والأَفْنان : فيه وجهان ، أحدُهما : أنه جمعُ فَنَن كطَلَل وهو الغُصْنُ . قال النابغة الذبياني :

بكاءَ حمامةٍ تَدْعو هَدِيلاً *** مُفَجَّعةٍ على فَنَنٍ تُغَنِّي

وقال آخر :

رُبَّ وَرْقاءَ هَتُوفٍ بالضُّحى *** ذاتِ شَجْوٍ صَدَحَتْ في فَنَنِ

وقال آخر :

4189 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** على كلِّ أفنانِ العِضاهِ تَرُوْقُ

والثاني : أنه جمعُ فَنّ كدَنّ ، وإليه أشار ابنُ عباس . والمعنى : ذواتا أنواعٍ وأشكالٍ . وأنشدوا :

ومِنْ كلِّ أفنانِ اللَّذاذَةِ والصِّبا *** لَهَوْتُ به والعيشُ أخضرُ ناضِرُ

إلاَّ أنَّ الكثيرَ في " فَنّ " أَنْ يُجْمع على " فُنون " .