وأيضاً قال : { ذَوَاتَا أَفْنَانٍ } .
وقال عطاء وابن شوذب : نزلت هذه الآية في أبي بكر - رضي الله عنه - حين ذكر ذات يوم الجنّة حين أزلفت ، والنَّار حين برزت{[54531]} .
وقال الضحاك : بل شرب ذات يوم لبناً على ظمأ ، فأعجبه فسأل عنه ، فأخبر أنه من غير حلٍّ فاستقاءه ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه ، فقال : «رحمكَ اللَّهُ لقَدْ أنْزِلَتْ فِيْكَ آيَةٌ » ، وتلا عليه هذه الآية{[54532]} .
قوله تعالى : «ذَوَاتَا » . صفة ل «جَنَّتان » ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي : «هما ذواتا » .
الرد إلى الأصل ، فإن أصلها «ذوية » ، فالعين واو ، واللام ياء ؛ لأنها مؤنثة «ذو » .
الثانية : التثنية على اللفظ . فيقال : «ذواتا » .
أحدهما : أنه جمع «فَنَن » ك «طلل » ، وهو الغصن .
قال النابغة الذبياني : [ الوافر ]
بُكَاءُ حَمَامَةٍ تَدْعُو هَدِيلاً *** مُفَجَّعَةٍ على فَنَنٍ تُغَني{[54533]}
رُبَّ وَرْقَاءَ هَتُوفٍ بالضُّحَى *** ذَاتِ شَجْوٍ صَدَحَتْ في فَنَنِ{[54534]}
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** عَلَى كُلِّ أفْنَانِ العِضَاهِ تَرُوقُ{[54535]}
و«الفَنَن » : جمعه أفنان ثم الأفانين .
قال الشاعر يصف رحى : [ الرجز ]
لَهَا زِمَامٌ مِنْ أفَانِينِ الشَّجَرْ{[54536]} *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وشجرة فناء : أي ذات أفنان ، وفنواء أيضاً على غير قياس .
وفي الحديث : «أنَّ أهْلَ الجنَّةِ مُردٌ مُكَحَّلُون أولُو أفَانِيْن »{[54537]} .
وهو جمع أفنان ، وأفنان : جمع «فَنَن » من الشعر ، شبه بالغصن . ذكره الهروي .
وقيل : «ذواتا أفنان » أي : ذواتا سعة وفضل على ما سواهما . قاله قتادة{[54538]} .
وعن مجاهد أيضاً وعكرمة : أن الأفنان ظل الأغصان على الحِيْطان{[54539]} .
وقال مجاهد : الفنن : هو الغصن المستقيم طولاً .
الوجه الثاني : أنه جمع «فنّ » ك «دنّ » ، وإليه أشار ابن عبَّاس .
والمعنى : ذواتا أنواع وأشكال ؛ وأنشدوا : [ الطويل ]
ومِنْ كُلِّ أفْنَانِ اللذَاذَةِ والصِّبَا *** لَهَوْتُ بِهِ والعَيْشُ أخضرُ نَاضِرُ{[54540]}
قال سعيد بن جبير والضحاك : ألوان من الفاكهة{[54541]} ، واحدها : «فنّ » ، من قولهم : «افتنّ فلان في حديثه » إذا أخذ في فنون منه وضروب ، إلا أن الكثير في «فنّ » أن يجمع على «فنون » ، وجمع عطاء بين القولين فقال : في كل غصن فنون من الفاكهة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.