قوله : { مَقَامَ رَبِّهِ } : يجوزُ أَنْ يكونَ مصدراً ، وأَنْ يكونَ مكاناً . فإِنْ كان مصدراً ، فيُحْتمل أَنْ يكونَ مضافاً لفاعلِه ، أي : قيامَ ربِّه عليه وحِفْظَه لأعمالِه مِنْ قولِه : { أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } [ الرعد : 33 ] ويُرْوَى هذا المعنى عن مجاهد ، وأن يكونَ مضافاً لمفعولِه . والمعنى : القيام بحقوق الله فلا يُضَيِّعُها . وإنْ كان مكاناً فالإِضافةُ بأَدْنى مُلابسة لَمَّا كان الناسُ يقومون بين يَدَيِ اللّهِ تعالى للحاسب في عَرَصات القيامة . قيل : فيه مَقامُ الله . والظاهرُ أن الجنَّتَيْن لخائفٍ واحدٍ . وقيل : جنةٌ لخائفِ الناسِ ، وأُخرى لخائفِ الجنِّ ، فيكون من بابِ التوزيعِ . وقيل " مَقام " هنا مُقْحَمٌ والتقدير : ولِمَنْ خاف ربَّه وأنشد :
4186 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ونَفَيْتُ عنه *** مَقامَ الذِّئْبِ كالرَّجُلِ اللعينِ
أي : نَفَيْتُ الذئبَ ، وليس بجيدٍ ؛ لأنَّ زيادةَ الاسمِ ليسَتْ بالسهلة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.