قوله : { مُتَّكِئِينَ } : يجوزُ أَنْ يكونَ حالاً مِنْ " مَنَ " في قولِه : " ولِمَنْ خافَ " ، وإنَّما جُمعَ حَمْلاً على معنى " مَنْ " بعد الإِفراد حَمْلاً على لفظها . وقيل : حالٌ عامِلُها محذوفٌ أي : يَتَنَعَّمون مُتَّكئين . وقيل : منصوبٌ على الاختصاصِ . والعامَّةُ على " فُرُش " بضمَّتين . وأبو حيوة بضمةٍ وسكونٍ وهي تخفيفٌ منها . /
قوله : { بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ } هذه الجملةُ يجوزُ أَنْ تكونَ مستأنفةً . والظاهر أنَّها صفةٌ ل " فُرُش " . و " مِنْ إستبرق " قد تَقَدَّم الكلام في الاستبرق وما قيل فيه في سورة الكهف . وقال أبو البقاء هنا : " أصلُ الكلمةِ فِعْلٌ على اسْتَفْعَلَ فلمَّا سُمِّي به قُطِعَتْ همزتُه . وقيل : هو أعجميُّ . وقرِىء بحَذْفِ الهمزةِ وكسر النونِ ، وهو سَهْوٌ ؛ لأنَّ ذلك لا يكون في الأسماءِ بل في المصادرِ والأفعال " . انتهى . أمَّا قولُه " وهو سهوٌ لأن ذلك لا يكون " إلى آخرِه ، يَعْني أنَّ حَذْفِ الهمزةِ في الدَّرْجِ لا يكونُ إلاَّ في الأفْعال والمصادرِ ، وأمَّا الأسماءُ فلا تُحْذَفُ هَمَزاتُها لأنَّها هَمَزات قَطْعٍ . وهذا الكلامُ أحقُّ بأن يكونَ سَهْواً ؛ لأنَّا أولاً لا نُسَلِّمُ أنَّ هذه القراءةَ مِنْ حَذْفِ همزةِ القطعِ إجراءً لها مُجْرى همزةِ الوَصْلِ . وإنَّما ذلك مِنْ بابِ نَقْلِ حركةِ الهمزةِ إلى الساكن قبلَها ، وحركةُ الهمزةِ كانَتْ كسرةً فحركةُ النونِ حركةُ نَقْلٍ لا حركةُ التقاءِ ساكنين . ثم قولُه : " إلاَّ في الأفعال والمصادرِ " ليس هذا الحصرُ بصحيح اتفاقاً لوجودِ ذلك في أسماءٍ عشرةٍ ليسَتْ بمصادرَ ، ذكرْتُها في أولِ هذا الموضوع .
قوله : { وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ } مبتدأٌ وخبرٌ . ودانٍ أصلهُ دانِوٌ مثلَ غازٍ ، فأُعِلَّ كإِعلالِه . وقرأ عيسى بن عمر " وجَنِيَ " بكسر النون . وتوجيهُها : أن يكونَ أمال الفتحة لأجل الألف ، ثم حذف الألف لالتقاءِ السَّاكنين ، وأبقى إمالة النون فَظُنَّتْ كسرةً . وقُرِىء " وجِنَى " بكسر الجيم ، وهي لغة . والجَنى : ما يُقْطَفُ من الثمار . وهو فَعَل بمعنى مَفْعُول كالقَبَض والنَقَص .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.