الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{حُورٞ مَّقۡصُورَٰتٞ فِي ٱلۡخِيَامِ} (72)

ومَقْصورات ، أي : مَحْبوسات ، ومنه " القَصْر " لأنه يَحْبِسُ مَنْ فيه ، ومنه قولُ النحاة " المقصور " لأنه حُبِس عن المدِّ أو حُبس عن الإِعراب ، أو حُبِس الإِعرابُ فيه ، والنساء تُمْدَحُ بملازَمَتِهِنَّ البيوتَ كما قال [ أبو ] قيس بن الأسلت :

وتَكْسَلُ عن جيرانِها فيَزُرْنَها *** وتَعْتَلُّ عن إتْيانِهِنَّ فتُعْذَرُ

ويقال : امرأةٌ مَقْصورة وقَصيرة وقَصورة ، بمعنىً واحد . قال كثير عزة :

وأنتِ التي حَبَّبْتِ كلَّ قصيرةٍ *** إليَّ ولم تَعْلَمْ بذاك القَصائرُ

عَنَيْتُ قصيراتِ الحِجالِ ولم أُرِدْ *** قِصارَ الخُطا شَرُّ النساءِ البَحاتِرُ

والخِيام : جمعُ خَيْمة وهي تكونُ مِنْ نَمَّام وسائرِ الحَشيش ، فإنْ كانَتْ مِنْ شَعْرٍ فلا يُقال لها : خَيْمةٌ بل بَيْتٌ . وقال جرير :

متى كان الخيامُ بذي طُلوحٍ *** سُقِيْتِ الغَيْثَ أيتها الخيامُ