قوله : { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ } : فيه أوجهٌ ، أحدُها : أنَّه على التهكُّم بهم ؛ لأنهم وَضَعوا الشيءَ غيرَ موضعِه كقولك : " شَتَمني حيث أَحْسَنْتُ إليه " أي : عَكَسَ قضيةَ الإِحسانِ ومنه :
كأن شُكْرَ القَوْمِ عند المِنَنِ *** *** كيُّ الصَحيحاتِ وفَقْءُ الأعينِ
أي : شُكْرَ رِزْقِكم تكذيبَكم ، الثاني : أنَّ ثَمَّ مضافَيْنِ محذوفَيْنِ ، أي : بَدَل شُكْرِ رِزْقكم ليَصِحَّ المعنى قاله جمال الدين بن مالك ، وقد تقدَّم لك في قولِه :
[ النجم : 9 ] أكثرُ من هذا . الثالث : أنَّ الرِّزْقَ هو الشُّكْرُ في لغةِ أزدِ شنوءة : ما رَزَقَ فلانٌ فلاناً أي : ما شكره ، فعلى هذا لا حَذْفَ البتةَ ، ويُؤَيِّدُهُ قراءةُ علي بنِ أبي طالب وتلميذِه عبد الله بن عباس رضي الله عنهم " وتَجْعَلون شُكْرَكم " مكان " رِزْقَكم " .
وقرأ العامَّةُ " تُكَذِّبون " من التكذيب . وعلي رضي الله عنه وعاصمٌ في رواية المفضل عنه " تَكْذِبون " مخففاً من الكَذِب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.