الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَۖ فَمَنۡ ءَامَنَ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (48)

قوله تعالى : { إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ } : حال من " المرسلين " وفي هذه الحال معنى الغَلَبة أي : لم نُرْسِلْهم لأن تُقْتَرَحَ عليهم الآيات ، بل لأن يُبَشِّروا ويُنْذِرُوا . وقرأ إبراهيم ويحيى : " مُبْشِرين " بالتخفيف وقد تقدَّم أن " أَبْشَر " لغةٌ في " بَشَّر " .

قوله : { فَمَنْ آمَنَ } يجوز في " مَنْ " أن تكون شرطية ، وأن تكونَ موصولةً ، وعلى كلا التقديرين فمحلُّها رفعٌ بالابتداء والخبر : " فلا خوف " : فإن كانت شرطية فالفاء جواب الشرط ، وإن كانت موصولة فالفاء زائدة لشبه الموصول بالشرط ، وعلى الأول يكون محلُّ الجملتين الجزمَ ، وعلى الثاني لا محلَّ للأولى ، ومحلُّ الثانية الرفع ، وحُمِل على اللفظ فأفردَ في " آمن " و " اصلَح " ، وعلى المعنى فجمع في { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } ويُقَوِّي كونَها موصولةً مقابلتُها بالموصول بعدها في قوله : { والذين كَذَّبوا } .