فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَۖ فَمَنۡ ءَامَنَ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (48)

{ وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون 48 والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون 49 قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون 50 } .

{ وما نرسل المرسلين } كلام مبتدأ لبيان الغرض من إرسال الرسل { إلا مبشرين } لمن أطاعهم بما أعد الله له من الجزاء العظيم { ومنذرين } لمن عصاهم بما له عند الله من العذاب الوبيل ، وقيل مبشرين في الدنيا بسعة الرزق ، وفي الآخرة بالثواب ، ومنذرين مخوفين بالعقاب ، وهما حالان مقدرتان أي ما نرسلهم إلا مقدرين تبشيرهم وإنذارهم .

{ فمن آمن } بما جاءت به الرسل { وأصلح } حال نفسه بفعل ما يدعونه إليه { فلا خوف عليهم } بوجه من الوجوه بلحوق العذاب { ولا هم يحزنون } بحال من الأحوال بفوات الثواب ، وهذه حال من آمن وأصلح