الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قُل لَّآ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلَآ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ وَلَآ أَقُولُ لَكُمۡ إِنِّي مَلَكٌۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۚ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} (50)

قوله : { وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ } في محلِّ هذه الجملة وجهان ، أحدهما : النصب عطفاً على قوله " عندي خزائنُ الله " لأنه من جملة المقول ، كأنه قال : لا أقول لكم هذا القولَ ولا هذا القولَ ، قاله الزمشخري ، وفيه نظرٌ من حيث إنه يؤدي إلى أنه يصير التقدير : ولا أقول لكم لا أَعْلَمُ الغيب ، وليس بصحيحٍ . والثاني : أنه معطوف على " لا أقول " لا معمولٌ له ، فهو أمَرَ أن يُخْبِرَ عن نفسه بهذه الجمل الثلاث فهي معمولة للأمر الذي هو " قل " ، وهذا تخريجُ الشيخ ، قال بعد أن حكى قول الزمخشري : " ولا يتعيَّنُ ما قاله ، بل الظاهرُ أنه معطوفٌ على " ألاَّ أقول " إلى آخره " .