نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَۖ فَمَنۡ ءَامَنَ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (48)

ولما كان ذلك كله في مناضلة من كذب الرسل ، وأعرض عما أرسلهم به ربهم من الآيات التي ما{[29671]} منها إلا{[29672]} ما آمن على مثله البشر ، وطلبه منهم{[29673]} ما لا يقدر عليه إلا مرسلهم من الإتيان بغير ما أتوا به من الآيات ؛ بين لهم حقيقة الرسالة إشارة إلى ظلمهم في طلبهم من الرسل ما لا يطلب إلا من الإله ، فقال عاطفاً على

{ ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك }[ الأنعام : 42 ] { وما نرسل } أي{[29674]} بما لنا من العظمة { المرسلين } أي نوجد هذا الأمر في هذا الزمان وكل زمان{[29675]} من الماضي{[29676]} وغيره { إلا مبشرين } لمن أطاع { ومنذرين } لمن عصى ، عريقين في كل من الوصفين ، لا مجيبين{[29677]} إلى ما يقترح الأمم ، ولا معذبين لمن يعاندهم ؛ ثم سبب عن ذلك غاية الرسالة من{[29678]} النفع والضر{[29679]} فقال : { فمن آمن وأصلح } أي تصديقاً لإيمانه { فلا خوف عليهم } أي في الدنيا ولا في الآخرة ، أما في الآخرة فواضح ، وأما في الدنيا الفانية فلأن خوفهم فيها{[29680]} يزيد أمنهم في الآخرة الباقية ، فهو إلى فناء ثم إلى سرور دائم ، فهو عدم { ولا هم يحزنون* } أي حزناً يضر{[29681]} بحياتهم{[29682]} الأبدية .


[29671]:سقط من ظ.
[29672]:سقط من ظ.
[29673]:في ظ: منه.
[29674]:سقط من ظ.
[29675]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[29676]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[29677]:من ظ، وفي الأصل: محسنين.
[29678]:من ظ، وفي الأصل: الضر والنفع.
[29679]:من ظ، وفي الأصل: الضر والنفع.
[29680]:سقط من ظ.
[29681]:من ظ، وفي الأصل: يير.
[29682]:في ظ: بحيايتهم- كذا.