تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَۖ فَمَنۡ ءَامَنَ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (48)

الآية 48 وقوله تعالى : { وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين } أخبر أنه لم يرسل الرسل إلا مع بشارة لأهل الطاعة ونذارة لأهل{[7104]} معصيته . وفيه أن الرسل ليس إليهم الأمر والنهي إنما إليهم إبلاغ الأمر والنهي .

ثم بين البشارة ، فقال : { فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } لا خوف عليهم لما ليس لذلك فوت{[7105]} ، ولا زوال ؛ ليس كثواب الدنيا ونعيمها لأنه{[7106]} على شرف الفوت والزوال { ولا هم يحزنون } لأنه سرور ، لا يشوبه الحزن ، ليس كسرور الدنيا ، يكون مشوبا بالحزن والخوف .


[7104]:- من م، في الأصل: الأهل.
[7105]:- من م، في الأصل: فوق.
[7106]:- في الأصل وم: أنه.