الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَوۡ تَقَوَّلَ عَلَيۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِيلِ} (44)

قوله : { وَلَوْ تَقَوَّلَ } : هذه قراءةُ العامَّةِ . تَفَعَّل من القولِ مبنيّاً للفاعلِ . وقال الزمخشري : " التقوُّلُ افعتالُ القولِ ؛ لأن فيه تكلُّفاً من المُفْتَعِل " . وقرأ بعضُهم " تُقُوِّل " مبنياً للمفعول . فإن كان هذا القارىءُ رفع " بعضُ الأقاويل " فذاك ، وإلاَّ فالقائمُ مَقامَ الفاعلِ الجارُّ ، وهذا عند مَنْ يرى قيامَ غيرِ المفعول به مع وجودِه . وقرأ ذكوان وابنه محمد " يقولُ " مضارعُ " قال " . والأقاويلُ : جمعُ أقوالٍ ، وأقوالٌ جمع قَوْل ، فهو نظير " أباييت " جمعُ أَبْيات جمعُ بَيْت . وقال الزمخشري : " وسَمَّى الأقوالَ المتقوَّلةَ أقاويلَ تصغيراً لها وتحقيراً ، كقولك : أعاجيب ، وأضاحيك ، كأنها جمع أُفْعُولة من القَوْل " .