البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَوَءَابَآؤُنَا ٱلۡأَوَّلُونَ} (17)

قال الزمخشري : { أو آباؤنا } معطوف على محل إن واسمها ، أو على الضمير في مبعوثون .

والذي جوز العطف عليه الفصل بهمزة الاستفهام ، والمعنى : أيبعث أيضاً آباؤنا ؟ على زيادة الاستبعاد ، يعنون أنهم أقدم ، فبعثهم أبعد وأبطل . انتهى .

أما قوله معطوف على محل إن واسمها فمذهب سيبويه خلافه ، لأن قولك : إن زيداً قائم وعمرو ، فيه مرفوع على الابتداء ، وخبره محذوف .

وأما قوله : أو على الضمير في { مبعوثون } إلى آخره ، فلا يجوز عطفه على الضمير ، لأن همزة الاستفهام لا تدخل إلا على الجمل ، لا على المفرد ، لأنه إذا عطف على المفرد كان الفعل عاملاً في المفرد بوساطة حرف العطف ، وهمزة الاستفهام لا يعمل فيما بعدها ما قبلها .

فقوله : { أو آباؤنا } مبتدأ ، خبره محذوف تقديره مبعوثون ، ويدل عليه ما قبله .

فإذا قلت : أقام زيد أو عمرو ، فعمرو مبتدأ محذوف الخبر لما ذكرنا ، واستفهامهم تضمن إنكاراً واستبعاداً ،