البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱلصَّـٰٓفَّـٰتِ صَفّٗا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الصافات

هذه السورة مكية ، ومناسبة أولها لآخر يس أنه تعالى لما ذكر المعاد وقدرته على إحياء الموتى ، وأنه هو منشئهم ، وإذا تعلقت إرادته بشيء ، كان ذكر تعالى وحدانيته ، إذ لا يتم ما تعلقت به الإرادة وجوداً وعدماً إلا بكون المريد واحداً ، وتقدم الكلام على ذلك في قوله : { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا }

وأقسم تعالى بأشياء من مخلوقاته فقال : { والصافات } .

قال ابن مسعود ، وقتادة ، ومسروق : هم الملائكة ، تصف في السماء في العبادة والذكر صفوفاً ؛ وقيل : تصف أجنحتها في الهواء واقفة منتظرة لأمر الله .

وقيل : من يصف من بني آدم في قتال في سبيل الله ، أو في صلاة وطاعة .

وقيل : والطير صافات .