البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَفِي خَلۡقِكُمۡ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (4)

{ وما يبث من دابة } ، أي في غير جنسكم ، وهو معطوف على : { خلقكم } .

ومن أجاز العطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض ، أجاز في { وما يبث } أن يكون معطوفاً على الضمير { وفي خلقكم } ، وهو مذهب الكوفيين ، ويونس ، والأخفش ؛ وهو الصحيح ، واختاره الأستاذ أبو علي الشلوبين .

وقال الزمخشري : يقبح العطف عليه ، وهذا تفريع على مذهب سيبويه وجمهور البصريين ، قال : وكذلك أن أكدوه كرهوا أن يقولوا : مررت بك أنت وزيد . انتهى .

وهذا يجيزه الجرمي والزيباري في الكلام ، وقال : { لقوم يوقنون } : وهم الذين لهم نظر يؤديهم إلى اليقين .