البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{رِّزۡقٗا لِّلۡعِبَادِۖ وَأَحۡيَيۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗاۚ كَذَٰلِكَ ٱلۡخُرُوجُ} (11)

و { رزقاً } نصب على المصدر ، لأن معنى : وأنبتنا رزقنا ، أو على أنه مفعول له .

وقرأ الجمهور : { ميتاً } بالتخفيف ؛ وأبو جعفر ، وخالد : بالتثقيل ، والإشارة في ذلك إلى الإحياء ، أي الخروج من الأرض أحياء بعد موتكم ، مثل ذلك الحياة للبلدة الميت ، وهذه كلها أمثلة وأدلة على البعث .

وذكر تعالى في السماء ثلاثة : البناء والتزين ونفي الفروج ، وفي الأرض ثلاثة : المد وإلقاء الرواسي والإنبات .

قابل المد بالبناء ، لأن المد وضع والبناء رفع .

وإلقاء الرواسي بالتزيين بالكواكب ، لارتكاز كل واحد منهما .

والإنبات المترتب على الشق بانتفاء الفروج ، فلا شق فيها .

ونبه فيما تعلق به الإنبات على ما يقطف كل سنة ويبقي أصله ، وما يزرع كل سنة أو سنتين ويقطف كل سنة ، وعلى ما اختلط من جنسين ، فبعض الثمار فاكهة لا قوت ، وأكثر الزرع قوت والثمر فاكهة وقوت .