البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا} (8)

{ فألهمها } ، قال ابن جبير : ألزمها .

وقال ابن عباس : عرفها .

وقال ابن زيد : بين لها .

وقال الزجاج : وفقها للتقوى ، وألهمها فجورها : أي خذلها ، وقيل : عرفها وجعل لها قوة يصح معها اكتساب الفجور واكتساب التقوى .

وقال الزمخشري : ومعنى إلهام الفجور والتقوى : إفهامها وإعقالها ، وأن أحدهما حسن والآخر قبيح ، وتمكينه من اختيار ما شاء منهما بدليل قوله : { قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها } ، فجعله فاعل التزكية والتدسية ومتوليهما . ألا ترى إلى قوله : { قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها } ، كيف تقتضي التغاير في المزكى وفي المدسى ؟ والتزكية : الإنماء ، والتدسية : النقص والإخفاء بالفجور .

انتهى ، وفيه دسيسة الاعتزال .