البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ} (3)

{ وما خلق } : ما مصدرية أو بمعنى الذي ، والظاهر عموم الذكر والأنثى .

وقيل : من بني آدم فقط لاختصاصهم بولاية الله تعالى وطاعته .

وقال ابن عباس والكلبي والحسن : هما آدم وحواء .

والثابت في مصاحف الأمصار والمتواتر { وما خلق الذكر والأنثى } ، وما ثبت في الحديث من قراءة .

والذكر والأنثى : نقل آخاد مخالف للسواد ، فلا يعد قرآناً .

وذكر ثعلب أن من السلف من قرأ : وما خلق الذكر ، بجر الذكر ، وذكرها الزمخشري عن الكسائي ، وقد خرجوه على البدل من على تقدير : والذي خلق الله ، وقد يخرج على توهم المصدر ، أي وخلق الذكر والأنثى ، كما قال الشاعر :

تطوف العفاة بأبوابه *** كما طاف بالبيعة الراهب

بجر الراهب على توهم النطق بالمصدر ، رأى كطواف الراهب بالبيعة .