البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الليل

هذه السورة مكية . وقال علي بن أبي طلحة : مدنية . وقيل : فيها مدني . لما ذكر فيما قبلها { قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها } ذكر هنا من الأوصاف ما يحصل به الفلاح وما تحصل به الخيبة ، ثم حذر النار وذكر من يصلاها ومن يتجنبها .

ومفعول يغشى محذوف ، فاحتمل أن يكون النهار ، كقوله : { يغشي الليل النهار } وأن يكون الشمس ، كقوله : { والليل إذا يغشاها } وقيل : الأرض وجميع ما فيها بظلامه .

أقسم بالليل الذي فيه كل حيوان يأوي إلى مأواه ، وبالنهار الذي تنتشر فيه .

وقال الشاعر :

يجلي السرى من وجهه عن صفيحة *** على السير مشراق كثير شحومها