{ وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات } : أي أهل مكة من كفار قريش ، والآيات آيات القرآن والبينات الواضحات .
{ قال الذين كفروا للحق لما جاءهم } : أي من كفار قريش للحق أي القرآن لما قرأه عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
{ هذا سحر مبين } : أي قالوا في القرآن سحر مبين أي ظاهر لما رأوا من تأثيره على النفوس .
ما زال السياق الكريم في دعوة العرب عامة وقريش خاصة إلى الإيمان والتوحيد فإذا قرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن دعوة لهم إلى الإِيمان والتوحيد قالوا ردّاًَ عليه ما أخبر به تعالى في قوله { وإذا تتلى عليهم } أي على كفار قريش { آياتنا بيّناتٍ } أي ظاهرات الدلالة واضحات المعاني { قال الذين كفروا } بالله وبرسوله ولقائه وتوحيده قالوا { للحق } وهو القرآن { لما جاءهم هذا سحر مبين } .
قوله تعالى : { وإذا تتلى عليهم آيتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جآءهم هذا سحر مبين 7 أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم 8 قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين } .
يبين الله حال الكافرين من الحيرة والتردد والمكابرة لما غشي القرآن قلوبهم وأذهانهم بروعة نظمه الباهر ، وكمال مضمونه العجيب فبادروا بالإنكار والتكذيب إذ رموه بالسحر . وذلك لفرط اندهاشهم وإعجابهم في قرارة نفوسهم ولشدة ما أحدثه القرآن في وجدانهم وخيالهم من شديد الهزة والذهول . وذلك قوله سبحانه : { وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جآءهم هذا سحر مبين } يعني إذا تليت آيات القرآن واضحات نيرات على هؤلاء المشركين المعاندين قالوا { للحق لما جآءهم } أي قالوا للقرآن لما أنزل إليهم - وهوالحق من ربهم- : { هذا سحر مبين } قالوا : إن القرآن سحر يأخذ بقلوب الذين يسمعونه فهو يفعل في الناس فعل السحر وهو مبين ، أي يتبين لمن يتأمله أنه سحر . وذلك افتراء مستهجن يتقوّله المشركون المعاندون الذين ضاقت بهم سبل التحيّل والاتهام لكتاب الله الحكيم فلم يجدوا غير سبيل السحر حجة يتشبثون بها . لا جرم أن هذا إيذان واضح منهم بأن القرآن عجيب ومميز وفذ . وهم موقنون في قلوبهم بأن القرآن لا يعارض ولا يضاهي فهو ليس له نظير في النظم أو الكليم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.