أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرۡتُم بِهِۦ وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ عَلَىٰ مِثۡلِهِۦ فَـَٔامَنَ وَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (10)

شرح الكلمات :

{ قل أرأيتم } : أي أخبروني ماذا تكون حالكم .

{ إن كان من عند الله } : أي إن كان القرآن من عند الله .

{ وكفرتم به } : أي وكذبتم به أي بالقرآن .

{ وشهد شاهد من بني إسرائيل } : أي وشهد عبدُ الله بن سلام .

{ على مثله فآمن } : أي عليه إنه من عند الله فآمن .

{ واستكبرتم } : أي واستكبرتم أنتم فلم تؤمنوا ألستم ظالمين .

المعنى :

ما زال السياق الكريم في طلب هداية النبي صلى الله عليه وسلم من قريش الذين ردوا الدعوة وقالوا في كتابها سحر مبين وفي صاحبها مفتر فقال تعالى لرسوله قل يا محمد لأولئك المشركين الذين قالوا في القرآن سحر مبين { أرأيتم } أي أخبروني ماذا تكون حالكم إن كان القرآن من عند الله . وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل وهو عبد الله بن سلام على مثله أي على التوراة أنها نزلت من عند الله وهي مثل القرآن فلا يستنكر أن يكون القرآن نزل من عند الله لا سِيَّمَا والكتابان التوراة والقرآن يصدق بعضهما بعضاً ، بدلالتهما معاً على أصول الدين كالتوحيد والبعث والجزاء بالثواب والعقاب ومكارم الأخلاق والعدل والوفاء بالعهد . { فآمن } هذا الشاهد { واستكبرتم } أي وكفرتم أنتم مستكبرين عن الإِيمان بالحق ألم تكونوا شر الناس وأظلمهم وتحرمون الهداية إن الله لا يهدي القوم الظالمين أي الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والمعاصي فحرموها الهداية الإِلهية .

الهداية :

من الهداية :

- اعتبار الشهادة وأنها أداة يتوصل بها إلى إحقاق الحق وإبطال الباطل فلذا يشترط عدالة صاحبها والعدالة هي اجتناب الكبائر واتقاء الصغائر غالبا .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرۡتُم بِهِۦ وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ عَلَىٰ مِثۡلِهِۦ فَـَٔامَنَ وَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (10)

قوله تعالى : { قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين 10 وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم 11 ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين 12 إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون 13 أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون } .

يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل لهؤلاء المشركين المكذبين بالقرآن : أرأيتم إن كان هذا القرآن منزلا من عند الله وكذبتم به فما ظنكم أن الله صانع بكم بسبب جحودكم وتكذيبكم ؟ { وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله } أي شهد بصدق هذا الكتاب وأنه منزل إلي من عند الله { شاهد من بني إسرائيل } المراد بالشاهد عبد الله بن سلام . فقد قال ابن عباس : رضيت اليهود بحكم ابن سلام وقالت للنبي صلى الله عليه وسلم : إن يشهد لك آمنا بك فسئل فشهد ثم أسلم . وبذلك فإن هذه الآية مدنية بخلاف السورة فإنها مكية . وفي ذلك نظر لأن السورة كلها مكية ، وعبد الله بن سلام كان إسلامه في المدينة بعد الهجرة . وقيل : المراد بالشاهد رجل من بني إسرائيل آمن بالقرآن في مكة وصدّق برسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : { على مثله } أي شهد شاهد من بني إسرائيل على مثل القرآن من المعاني الموجودة في التوراة والمطابقة لها من حيث التوحيد والبعث و النشور والحساب وغير ذلك من معاني العقيدة . قوله : { فآمن واستكبرتم يعني آمن الشاهد من بني إسرائيل سواء كان عبد الله ابن سلام أو رجلا غيره من أهل الكتاب . فقد شهد بأن القرآن حق وأن محمدا صلى الله عليه وسلم مرسل من ربه للعالمين وأن اليهود يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة { واستكبرتم } أي جحدتم وكذبتم أنتم معشر اليهود برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وبما أنزل إليه من ربه وهو القرآن .

قوله : { إن الله لا يهدي القوم الظالمين } أي لا يجعل الله الهداية والتوفيق والسداد للمشركين الجاحدين الذين ظلموا أنفسهم بكفرهم وتكذيبهم بعد أن قامت الحجة الظاهرة البلجة على صدق هذا الكتاب وصدق الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم .