أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗا} (62)

شرح الكلمات :

{ سنة الله في الذين خَلَوْا من قبل } : أي سن الله هذا سنة في الأمم الماضية أينما ثقف المنافقون والمرجفون أخذوا وقتلوا تقتيلاً .

{ ولن تجد لسنة الله تبديلا } : أي منه تعالى إذ هي ليست أحكاماً يطرأ عليها التبديل والتغيير بل هي سر التشريع وحكمته .

المعنى :

أما الآية الثالثة ( 62 ) سنة الله في الذين خلوا من قبل ، أي لقد سن الله تعالى هذا سنة في المنافقين من أنهم إذا لم ينتهوا يلعنون ثم يُسلط عليهم من يأخذهم ويقتلهم تقتيلاً ، وقوله : ولن تجد لسنة الله تبديلاً يُخبر تعالى أن ما كان من قبل السنن كالطعام يشبع والماء يورى والنار تحرق والحديد يقطع لا يبدله تعالى بل يبقى كذلك لأنه مبْني على أساس الحكم التشريعية .

الهداية :

من الهداية :

- بيان أن ما كان من الأشياء من قبل السنن لا يتبدل بتبدل الأحوال والظروف بل يبقى كما هو لا يبدله الله تعالى ولا بغيره .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗا} (62)

ولما سن لهم هذا العذاب الهائل في الدنيا ، بين أن تلك عادته في أوليائه وأعدائه ، فقال مؤكداً بالإقامة في موضع المصدر ، لما لهم من استبعاد ذلك لكونهم لم يعهدوا مثله مع ما لهم من الاشتباك بالأهل{[56094]} والعشائر فقال : { سنة الله } أي طرّق لك{[56095]} المحيط بجميع العظمة هذه{[56096]} الطريقة كطريقته { في الذين خلوا } أي مضت أيامهم وأخبارهم ، وانقضت وقائعهم وأعمارهم ، من الذين كانوا ينافقون على الأنبياء كقارون وأشياعه ، وبين قتلهم بكونهم في بعض الأزمنة فقال : { من قبل } وأعظم التأكيد لما لهم من الاستبعاد الذي جرأهم على النفاق فقال : { ولن تجد } أي أزلاً{[56097]} وأبداً { لسنة الله } أي طريقة الملك الأعظم { تبديلاً * } كما تبدل سنن الملوك ، لأنه لا يبدلها ، ولا مداني له في العظمة ليقدر على تبديلها{[56098]} .


[56094]:زيد من ظ وم ومد.
[56095]:زيد من ظ وم ومد.
[56096]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: عظمة.
[56097]:في ظ وم ومد: أصلا.
[56098]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: تبدلها.