قوله : «مَلْعُونِينَ » حال من فاعل «يُجَاوِرُونَكَ » قاله ابن عطية{[43963]} ، والزمخشري{[43964]} وأبو البقاء{[43965]} ، قال ابن عطية لأنه بمعنى مُنَتَفَوْنَ منها مَلْعُونينَ{[43966]} ، وقال الزمخشري : دخل حرف الاستثناء على الحال والظرف معاً كما مر في قوله : { إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعَامٍ غَيْرِ }{[43967]} وتقدم بحث أبي حيان معه ، وهو عائد هنا{[43968]} ، وجوز الزمخشري أن ينتصب على الشَّتْم{[43969]} ؛ وجوز ابن عطية أن يكون بدلاً من{[43970]} «قليلاً » على أنه حال كما تقدم تقريره{[43971]} ، ويجوز أن يكون «ملعونين » نعتاً ، ل «قليلاً » على أنه منصوب على الاستثناء من واو «يجاورونك » كما تقدم تقريره ، أي لا يُجَاوِرُكَ مِنْهُمْ أَحَدٌ قَلِيلاً ملعوناً ، ويجوز أن يكون منصوباً «بأُخِذُوا » الذي هو جواب الشرط ، وهذا عند الكسائي والفراء فإنهما يجيزان تقدم معمول الجواب على أداة الشرط نحو : خَيْراً إِنْ تَأْتِنِي تُصِبْ ، وقد منع الزمخشري من ذلك فقال : ولا يصح أن يَنْتَصِبَ «بأخذ » لأن ما بعد كلمة الشرط لا يعمل فيها قبلها{[43972]} ، وهذا منه مشي على الجَارَّةِ ، وقوله ما بعد كلمة الشرط يشمل فعل الشرط والجواب ، فأما الجواب فتقدم حكمه وأما الشرط فأجاز الكسائيّ أيضاً تقديم معموله على الأداة ، نحو : «زَيْداً إنْ تَضْرِبْ أُهِنْكَ »{[43973]} فتلخص في المسألة ثلاثة مذاهب المنع مطلقاً ، الجواز مطلقاً ، التفصيل يجوز تقديم معمولي الجواب ، ولا يجوز تقديم معمولي الشرط وهو رأي الفراء .
قوله : «وَقُتِّلُوا » العامة على التشديد ، وقرئ بالتخفيف{[43974]} . وهذه يردها مجيء المصدر على التفعيل إلا أن يقال : جاء على غير مصدره{[43975]} ، وقوله : «سُنَّةَ اللَّهِ » تقدم نظيرها .
قوله{[43963]} : «مَلْعُونينَ » مطرودين من باب الله وبابك ، وإذا خرجوا لا يَنْفَكُّونَ عن الذلة ولا يجدون ملجأً بل أينما يكونون يؤخذون ويقتلون ، وهذا ليس بِدْعاً بل هو سنة جارية وعادة مستمرة تفعل بالمكذبين { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلاً } أي ليست هذه السنة مثل الحكم الذي يتبدل وينسخ فإن النسخ يكون في الأقوال أما الأفعال إذا وقعت والأخبار لا تنسخ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.