فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗا} (62)

{ سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ } أي سن الله ذلك في الأمم الماضية وهو لعن المنافقين وأخذهم وتقتيلهم ، وكذا حكم المرجفين وهو منتصب على المصدر قال الزجاج : سن الله في الذين ينافقون الأنبياء ويرجفون بهم أن يقتلوا حيثما ثقفوا .

{ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلا } أي تحويلا وتغييرا ، بل هي ثابتة دائمة في أمثال هؤلاء في الخلف والسلف ، يجريها الله مجرى واحدا في الأمم لإثباتها على أساس الحكمة التي عليها يدور فلك التشريع ، وقال الخطيب : أي ليست هذه السنة مثل الحكم الذي يتبدل وينسخ ، فإن النسخ يكون في الأقوال أما الأفعال إذا وقعت والأخبار فلا تنسخ .