أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَقَالُواْ يَـٰٓأَيُّهَ ٱلسَّاحِرُ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهۡتَدُونَ} (49)

شرح الكلمات :

{ وقالوا يا أيها الساحر } : أي أيها العالم بالسحر المتبحر فيه .

{ بما عهد عندك } : أي من كشف العذاب عنا إن آمنا .

{ إنا لمهتدون } : أي إن كشف عنا العذاب إنا مؤمنون .

المعنى :

وقالوا لموسى يا أيها الساحر أي العليم بالسحر المتبحر فيه ظنا منهم أن المعجزات كانت عمل ساحر . ادع لنا ربك بما عهد عندك إنا لمهتدون أي سل ربك يرفع عنها هذا العذاب كالطوفان والجراد والقمل والضفادع إنا مؤمنون .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ يَـٰٓأَيُّهَ ٱلسَّاحِرُ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهۡتَدُونَ} (49)

{ وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك } ظاهر كلامهم هذا التناقض ، فإن قولهم : { يا أيها الساحر } يقتضي تكذيبهم له ، وقولهم : { ادع لنا ربك } يقتضي تصديقه ، والجواب من وجهين .

أحدهما : أن القائلين لذلك كانوا مكذبين ، وقولهم : { ادع لنا ربك } : يريدون على قولك وزعمك وقولهم إننا لمهتدون وعد نووا خلافه .

والآخر : أنهم كانوا مصدقين ، وقولهم : { يا أيها الساحر } إما أن يكون عندهم غير مذموم ، لأن السحر كان علم أهل زمانهم وكأنهم قالوا يا أيها العالم ، وإما أن يكون ذلك اسما قد ألفوا تسمية موسى به من أول ما جاءهم فنطقوا به بعد ذلك من غير اعتقاد معناه .