الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَقَالُواْ يَـٰٓأَيُّهَ ٱلسَّاحِرُ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهۡتَدُونَ} (49)

{ وَقَالُوا } لما عاينوا العذاب . { يَأَيُّهَ السَّاحِرُ } يا أيّها العالم الكامل الحاذق ، وإنَّما قالوا هذا توقيراً وتعظيماً منهم ، لأنّ السحر كان عندهم علماً عظيماً وصفة ممدوحه ، وقيل : معناه يا أيّها الّذي غلبنا بسحره ، كقول العرب : خاصمته فخصمته ، ونحوها .

ويحتمل إنّهم أرادوا به الساحر على الحقيقة عيّباً منهم إياه ، فلم يناقشهم موسى ( عليه السلام ) في مخاطبتهم إياه بذلك رجاء أن يؤمنوا .

{ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ } أي بما أخبرتنا عن عهده إِليكَ إِنَّا إن آمنا كُشف عنا ، فاسأله يكشف عنا . { إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ } مؤمنون .