قوله : { وَقَالُواْ يا أيها الساحر } تقدم الكلام فيه في النور ، والمعنى أنهم لما عاينوا العذاب قالوا لموسى يا أيها السَّاحرُ ، أي يا أيها الكامل الحاذق ، وإنما قالوا هذا توقيراً وتعظيماً ؛ لأن السحر عندهم كان علماً عظيماً ، وصفةً محمودةً .
وقيل : معناه «يا أيها الذين غلَبَنَا بسحره »{[49928]} . وقال الزجاج : خاطبوه به لما تقدم له عندهم من التسمية{[49929]} بالساحر .
فإن قيل : كيف سَمَّوهُ بالساحر{[49930]} مع قولهم : إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ ؟ ! .
الأول : أنهم كانوا يسمون العالم الماهر ساحراً ، لأنهم يستعظمون السحر وكما يقال في زماننا في العمل العجيب الكامل : إنه أتى بالسحر .
والثاني : أيُّهَا السَّاحِر في زعم الناس ، ومتعارف قوم فرعون ، كقوله : { وَقَالُواْ يا أيها الذي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذكر إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } [ الحجر : 6 ] أي نزل عليه الذكر في اعتقاده وزعمه .
الثالث : أن قولهم : { إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ } وقد كانوا عازمين على خلافه ،
ألا ترى إلى قوله { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ العذاب إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ } فتسميتهم إياه بالساحر لا ينافي قوله : { إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ }{[49928]} .
قوله : { ادع لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ } أي بما أخبرنا عن عهده إليك إن آمنا كشف عنا العذاب فاسأله يكشف عنا إننا لمهتدون مؤمنون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.