فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالُواْ يَـٰٓأَيُّهَ ٱلسَّاحِرُ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهۡتَدُونَ} (49)

{ وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ } وكانوا يسمون العلماء سحرة ، ويوقرون السحرة ويعظمونهم ، ولم يكن السحر صفة ذم عندهم ، قال الزجاج : خاطبوه بما تقدم له عندهم من التسمية بالساحر ، أو نادوه بذلك في تلك الحال لشدة شكيمتهم ، وفرط حماقتهم ، والأظهر أن النداء كان باسمه العلم ، كما في الأعراف في قوله : قالوا : يا موسى .

{ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ } لكن حكى الله سبحانه هنا كلامهم لا بعبارتهم ، بل على وفق ما أضمرته قلوبهم من اعتقادهم أنه ساحر ، لاقتضاء مقام التسلية ذلك فإن قريشا سموه ساحرا ، وسموا ما أتى به سحرا ، أفاده الكرخي ، والمعنى : ادع الله بما أخبرتنا من عهده إليك أنا إذا آمنا كشف عنا العذاب الذي نزل بنا { إنَّنَا لَمُهْتَدُونَ } أي فنحن مهتدون فيما يستقبل من الزمان ومؤمنون بما جئت به .