فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقَالُواْ يَـٰٓأَيُّهَ ٱلسَّاحِرُ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهۡتَدُونَ} (49)

{ وَقَالُواْ يا أَيُّهَا الساحر } وكانوا يسمون العلماء سحرة ، ويوقرون السحرة ويعظمونهم ، ولم يكن السحر صفة ذم عندهم . قال الزجاج : خاطبوه بما تقدّم له عندهم من التسمية بالساحر { ادع لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ } أي بما أخبرتنا من عهده إليك إنا إذا آمنا كشف عنا العذاب ، وقيل المراد بالعهد : النبوّة ، وقيل : استجابة الدعوة على العموم { إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ } أي إذا كشف عنا العذاب الذي نزل بنا ، فنحن مهتدون فيما يستقبل من الزمان ، ومؤمنون بما جئت به .